"سات تييدرين زكَزاونين"...ديوان أمازيغي جديد

يستعد الوسط الأدبي الأمازيغي لاستقبال عمل شعري جديد يثري الساحة الإبداعية، حيث يصدر قريبًا للشاعر عبد الرحمان واد الرحمة ديوانه المنتظر بعنوان «سات تييدرين زݣزاونين» عن مطبعة دار السلام.
ويأتي هذا الإصدار بعد تجربة الشاعر في الديوان الشعري «تاجا ن ئكَزار» الذي شارك فيه إلى جانب الشاعرين داود السوسي والحسن كَوغلت، وكذلك بعد خوضه تجربة الشعر المشترك ضمن ديوان «أوال ئدران»، ما يجعل هذا العمل الجديد تتويجًا لمسار متدرج في البحث عن صوت شعري خاص ورؤية فنية أصيلة.
قبل أن يخوض الشاعر عبد الرحمان واد الرحمة غمار إصدار الدواوين الجماعية والفردية، كان قد راكم رصيدًا فنيًا وشعريًا غنيًا من خلال عدد كبير من القصائد التي تغنت بها مجموعة “طاطا ماركَ” التي أسسها رفقة ثلة من أصدقائه، إلى جانب قصائد أخرى أداها فنانون كبار مثل حسن الوردي ومجموعة إزماون وغيرهم من الأسماء البارزة في الساحة الفنية الأمازيغية.
كما يُعرف عبد الرحمان واد الرحمة بكونه صوتًا نقديًا فاعلًا ومساهمًا في النقاش الأدبي الأمازيغي، من خلال مشاركاته المستمرة في المجموعات الثقافية على تطبيق “واتساب” المهتمة بالشعر الأمازيغي، فضلًا عن مساهماته في عدد من المنابر الإعلامية التي يقدم عبرها تحليلاته ومداخلاته النقدية حول قضايا الشعر والأدب الأمازيغي المعاصر.
أما تقديم الديوان فقد كتبه الأستاذ الشاعر والناقد الماهر إسماعيل أبلق، حفيد رائد الأغنية الأمازيغية الحاج بلعيد، الذي قدّم قراءة عميقة تكشف عن جماليات النصوص وتنوع أوزانها، واعتبر الديوان امتدادًا للأصالة الشعرية الأمازيغية و«بشارة لنهضتها وانبعاثها».
وأشار أبلق إلى أن عنوان الديوان «سات تييدرين زݣزاونين» (سبع سنبلات خضر) يرمز إلى الخصب والنماء، وأن القصائد تعكس أصالة في الوزن واللغة والمعنى، وتعيد طرح السؤال الجوهري: ما الشعر الأمازيغي؟
كما يرى أن الشاعر واد الرحمة في هذا العمل «يمزج بين عبقريات الماضي وحاجات الراهن، ويصوغ نصوصًا تنبض بالحس الإنساني والصدق الفني، متحررًا من الزخرف اللفظي والافتعال».
ويضم الديوان ثمانيةً وثلاثين قصيدة تتنوع موضوعاتها بين الوجداني والاجتماعي والتأملي، من بينها:
ئِمْحَاسْنْ، تِيسْوَارْ ئِمْدَانْ، تَاوْرْغِي نْ تَافُوكْتْ، أَخْنِيفْ، أَيْدَا، شِّيشِيتْ، أَزَاعْكُونْ، أَدُوكُو، تَاوَادَا نْ وَايُّورْ، تِيرَّا فْ وَامَانْ، أَسْقّْسِي، ئِمْسْطِيرْنْ، أَبْرِيدْ، أَسِيلَا نْ ئِفْرْضْ، رّْبَاعْيَّا، أَغْرُوشْ، بَابْ نْ ؤُضْنَّايْ، طِيرْژِي نْ تْݣِيݣِيلْتْ، تِيجْنْوَايْ، تَاسْكَّا، تِيغْرَاضْ، تِيوَّا، بْلْخِيرْ، بْلاَّرْجْ، تِينْ ؤُتْشْ، تَافْݣَانِييّْتْ، تَاسّْمِي غْ وَالِيمْ، طَرْوَادَا، أَمْدُودِي، أَكْتَّايْ، تَازِّيتْ، تَاوْجِيوِينْ، ؤُدْمْ نْ تَارِيرْ، لَامَانْتْ، ئِغْرْمَانْ، ئِدَامّْنْ، مَا كّْ فْلَّا يَاغْنْ؟، تَانِيݣْتْ.
يُنتظر أن يكون الديوان متاحًا قريبًا بين أيدي القراء، ليشكل محطة جديدة في مسار تطور الشعر الأمازيغي، ويؤكد مكانة عبد الرحمان واد الرحمة كأحد الأصوات الإبداعية التي تمزج بين التجربة الشعرية والرؤية النقدية، في خدمة القصيدة الأمازيغية وتوسيع آفاقها الفنية والفكرية.
داود السوسي

لا تعليق