احمد بيزماون..حامل لواء التجديد
ولد الرايس بيزماون واسمه الحقيقي أحمد إزماون سنة 1948 بآيت يامر احدى قبائل إحاحان،وتحديدا ببلدة تيمزوغين في السفح المطل على المحيط الاطلسي وعلى بعد حوالى خمسين كيلومترا من اكادير ، وتلقّى تعليما ابتدائيا إلى أن حصل على الشهادة الإبتدائية سنة 1962، زاول حرفا في شبابه كالبناء ، ثم عمل بحارا . كان للقائه بالرايس محمد ألبنسير في نهاية ستينيات القرن الماضي ـ بعد وساطة لأحد أعيان قبيلته – الأثر البالغ في ولوجه عالم ترويسا من ابوابها الواسعة ،إذ شكل هذا اللقاء فرصة سهلت مأموريتة في شق طريق البدايات الصعبة ، فقد أعجب المرحوم الدمسيري بصوت بيزماون وألحانه حين استمع الى مقطع غنائي من رائعته (بوسالم) فتنبأ له بمستقبل زاهر في ميدان ترويسا ،فشجعه وساعده .
لازم بويزماون هرم ترويسا واشتغل معه قبل ان يحمله الى عالم التسجيل بالبيضاء(كتوبيفون) مرافقا أياه بآلة الرباب ، وبمجرد خروج اولى أنتاجاته إلى السوق أصبح اسمه حديث عشاق فن ترويسا وتضايق العديد من المشاهير ، ومنهم من لام البنيسر على وقوفه مع هذه الموهبة القادمة بقوة، احساسا منهم بالخوف من سحب البساط وتهديد معاقل نفوذهم الفني .
شكل ظهور بيزماون في الساحة الفنية بداية السبعينيات ثورة في مجال ترويسا، هذا الفنان الذي حملته أسطوانته الاولى الى فيعالم الانتشار والشهرة فاصبح اسمه متداولا ومطلوبا في كل المناسبات والحفلات في ساحة تعج بنجوم ترويسا ومدارس كببرة ،ويكفي ذكر كل من واهروس ،البنسير ،امنتاك ،اشتوك ،الحامدي،بهتي ،المهدي …، ولعل السبب الكامن وراء ذلك هو روح التجديد الذي بشر به والمتجلي في عذوبة اللحن و قوة الكلمة مع التميز في الأداء باحترافية عالية .
ظهور بيزماون تزامن مع تراجع مستوى أغاني الروايس امام تنامي ظاهرة شبابية (ميلاد مجموعات غناىية ) فكان لابد من الاتيان بالجديد لتجاوز الجمود وتحصين ترويسا وضمان استمراريتها في ملعب أصبح متسعا لألوان وأذواق متعددة . واستطاع بيزماون فعلا ان يعطى دفعة وشحنة قوية لفن ترويسا.
لقد احدث بويزماون ثورة داخل حقل ترويسا مست جوانب الأسلوب ،الايقاع ، اللحن و الأداء ومن مظاهر التجديد الذي جاء به نشير الى :
*ترويض اللغة الشعرية لتحمل صورا شعرية باسلوب ماتع بعيدا عن (التصحيف ) اي اعطى للوزن أهمية بل رفض ان يغني كلاما غير موزون على حد تعبير احد الفنانين الذين عاشروه ؛
*مركزية آلة لوطار في الأداء مع عدم إغفال دور الرباب؛
*إدخال آلة الطمطام لتعزيز الايقاع وإعطائه نفسا اكثر رحابة بعد ان كان الامر يقتصر على البندير؛
*تنويع للحن في قطع فنية لطرد الرتابة في الأداء وجذب اسماع المتلقي…
اسلوب بويزماون في ترويسا كان في سبعينيات القرن الماضي اقتداء ونهجا لجملة من الفنانين والفنانات الذين جاؤوا بعده مما جعله رمزا تاريخيا في مدرسة ترويسا ورائدا من روادها الكبار .
بقلم: محمد ايت بن علي
لا تعليق