الحج في الشعر الأمازيغي
حركت الرحلة إلى الحجاز لأداء مناسك الحج وجدان الفنان الامازيغي (الشاعر – الرايس) وأججت عواطفه، فانبرى العديد منهم للتعبير عم خالج النفس وسلب اللب ، فتدفقت المعاني في كثير من قصائد النظم المصنفة في هذا الباب .
ويحتفظ ريبيرطوار الأغنية الامازيغية بمتن لايستهان به في مجال الرحلة لتأدية فريضة الحج إذ أصر العديد من الروايس التأريخ للحدث نظما .
ولانني ،ها هنا في هذه المقالة ، لست بصدد الوقوف على النص المنجز في غرض الرحلة لتبيان مميزاته النصية وإنما أهدف أولا ألى التأريخ والتذكير بهذا الغرض الذي يفرض نفسه ضمن المتن الغنائي في مجال ترويسا .
ولعل أول شريط تسجيلي لهذا الغرض الغنائي يعود الى ثلاثينيات القرن الماضي للراحل الحاج بلعيد وسيليه عمل المرحوم الحاج محمد بن يحيى واتزناخت فالرايس محمد أموراك وبعدهم سلسلة من كبار فناني ترويسا ساروا على العادة وأشهرهم عمر واهرو، محمد اتولوكلت ،محمد البنسبر ،المهدي بن مبارك ، حماد امنتاك ولايزال هذا الغرض يغري كل الروايس الذين زاروا الاراضي المقدسة للنظم عن ظروف الرحلة من امثال : أعراب اتيگي ، الحاج ايدر ..
والمتامل لهذا الكم الهائل من المتن المنجز حول غرض الرحلة الى الحجاز لتأدية مناسك الحج سيقف في النصوص المغناةعلى :
*الوصف الدقيق لظروف الرحلة منذ مغادرة البلد الى حين العودة مرورا بما شاهد وما لقى ؛
*التذكير بمناسك وشروط الحج ؛
*الإشادة بمهد الديانة الاسلامية مع استخضار جزء من تاريخ الإسلام ؛
*الاعتزار بالانتماء إلى حضارة الإسلام ..
وخلاصة القول إن قصيدة الحج تبقى وثيقة حية لدراسة المرحلة لكونها أرخت لجوانب متعددة من ظروف الرحلة سواء في زمن السفر برا أو جوا وتبقى كذلك مرجعا لمن ينوي الزيارة للاستئناس وخصوصا تلك التي ركز فيها على تأدية المناسك كقصيدة المرحوم الحاج المهدي التي تعد مرجعا للامازيغ الذين ينوون زيارة المقام لدقة التصوير في تراتبية الفروض والشروط الاساسية لاداء الفريضة.
بقلم : ذ.محمد ايت بن علي
مقالة رائعة للأستاذ محمد آيت بن علي تحياتي لك