الدّراسات المقطعية
المقطع الصوتي:
إنّ المهتم بدراسة عروض ثقافة ما، لا بدّ له من بعض الإلمام بلغتها من كل جوانبها، نحوها وتراكيبها، صِيَغِها وأصواتها، وخاصّةً دراسة وحداتها الصوتية التي من تراصِّها تتكون الكلمات الحاملة للمعنى والتي من تركيبها وبنائها ينشأ الكلام. هذه الوحدات الصوتية هي التي يسميها اللّسانيون بالمقاطع الصوتية.
- القطع في الدرس اللغوي القديم:
لا عجب إن لم نجد هذا المفهوم في ثقافتنا الامازيغية على اعتبار شفويتها وعدم استفادتها من الدراسات اللسانية إلا حديثا. لكننا نجده (القطع الصوتي) حاضرا كمفهوم أصيل عند بعض الأمم، كما في الدرس اللغوي القديم عند العرب. ففكرة تجزُّءِ الكلام إلى أصوات منفردةٍ خاليةٍ من كلّ معنى مُتجذِّرة عندهم، وقد تردّد ذكرها وذكر المقطع والقطع الصّوتي في مؤلّفاتهم في علوم اللِّسان، وإن قصُر بعضها عمّا وصلت إليه اللسانيات الحديثة في تحديد هذا المفهوم، فهذا ابن جني يعرِّف الصوت بقوله ” اعلم أن الصوت عرض يخرج مع النّفَس مستطيلاً متّصلاً حتّى يعرض له في الحلق والفم والشفتين مقاطع تثنيه عن امتداده واستطالته؛ فيُسمّى المقطع أينما عرض له حرفاً”[1]؛ فعنى بالمقاطع ما يعترض الصوت الساذج حتّى يُشكّل حرفا (أي مخرجه). وحدّد معنى الحرف بقوله ” فأمّا الحرف؛ فالقول فيه؛ وفيما كان من لفظه أنَّ “ح ر ف ” أينما وقعت في الكلام يُرادُ بها حدُّ الشيء وحدّته، من ذلك حرف الشيء إنما هو حدُّه وناحيته…” وقوله أيضا ” … وذلك أن الحرف حدُّ مُنْقَطَعِ الصّوت وغايته وطرفه…”[2] وهذه كلّها إشارات على إدراكه للوحدات الصوتية المحدودة بالقطع وإن لم يرقَ إدراكه إلى اعتباره سبقا وتحديداً دقيقا لمفهوم المقطع الصّوتي كما نعرفه اليوم. وقد نقل المسدي مثل هذا التحديد عن أبي سنان الخفاجي[3] ونجد ما يعادله عند الرازي أيضاً.
هذا وإنّ ذكره (المقطع الصوتي) بما يُوافق الدرس الصّوتي الحديث يرجع فيه الفضل إلى الفارابي في “كتاب الموسيقى الكبير” وقد يكون أوّل من ذكره على هذا النحو إذ قال “وكلّ حرف غير مصَوِّتٍ أُتبِع بمُصوِّتٍ قصير قُرن به؛ فإنّه يُسَمّى المقطع القصير…وكلّ حرف غير مصَوِّتُ قُرن به مصَوِّتٌ طويلٌ؛ فإنَّا نُسَمِّيه المقطعَ الطويل…وكلّ حرف متحرِّك أُتبع بحرف ساكن؛ فإنّ العرب تُسمّيه السَّبب الخفيف…”[4].
وذكر المسدي اكتمال فكرة المقطع عند ابن رشد بمثل هذا الإدراك [5]“وتكتمل فكرة المقطع من حيث تصويره الوصفي عند ابن رشد، وهو يُزاوج في التعبير عن مفهومه بمصطلحين مترادفين هما المقطع نفسه من جهة، ولفظ السُّلابي من جهة أُخرى” وأورد تعريفه له بقوله ” يحدث (أي المقطع) عن اجتماع الحرف المصوت وغير المصوت”.
- مفهوم المقطع الصَّوتي في اللسانيات الحديثة:
لمّا كانت اللغة نظاما صوتيّاً تتجزأ إلى وحدات صوتية مترابطة فيما بينها ارتباطاً وثيقاً[6]، وحداتٌ صغيرةٌ تتجمّع لتُشكِّل وحدات أُخرى أكبر منها على شكل سلسلة من الأصوات هي ما نسمعه حين ننصت وما ننتجه حينما نتكلم[7]، جاز لنا أن نقول أنها مقطعية بالطبيعة، أي أن التقسيم إلى المقاطع أسبق من التقسيم إلى الحروف والكلمات. ويُستَدَلّ على ذلك بأنّ أقدم النّصوص لكثير من اللّغات (كتابات الهند القديمة، الكتابة القبرصيّة..) لا يُفصَل فيها بين الكلمات. ففيها آخر كلّ كلمة مُركّب مع مبدأ الكلمة التالية تبعاً لقواعد الكتابة المقطعيّة[8].
ورغم أصالة وطبيعية المقطع هذه، فإن تحديده بدقّة أمر عسير ويرجع ذلك إلى أمرين أوّلهما أنّه يذهب في تعريفه العُلماءُ مذاهب شتَّى فيزيائيّة أو مخرجيّة أو وظيفية. وثانيهما أن الأجهزة المعتمدة إلى الان لا تمكنهم من تدقيق حدود كلّ مقطع صوتي على الرسوم البيانية والمنحنيات المتحصّل عليها[9].
وعليه فإن الاتجاه الأكوستيكي يراه مجموعة من الأصوات التي تمثل قاعدتين تحصران بينهما قمّة[10]، بينما يراه الاتجاه النطقي كمجموعة أصوات تُنتج بنبضة أو خفقة صدريّة واحدة، وأمّا الفونولوجيون فيرونه كمية من الأصوات التي تحتوي على حركة واحدة، وتأليفا صوتيّاً تتكون منه كلمات اللغة وهو متّفق مع إيقاع التّنفّس الطبيعي وخصوصيّات اللغة في تشكيل مفرداتها[11]. ونجد له أيضا تعريفا عضويّاً يراعي كيفية ودرجة شدّ العضلات الصّوتية، فيحدده بالفترة الفاصلة بين عمليتين من عمليات سدّ الجهاز الصوتي، سواءً كان الإغلاق كاملاً أو جزئِيّاً[12].
وكل هذه التعاريف في الحقيقة لا تتناقض وإنّما تتكامل فيما بينها ويمكن جمعها (تبسيطاً) بقولنا أن المقطع الصّوتي أصغر وحدة مركبة في الكلمة وهو تأليف وتركيب متماسك من الأصوات يُنتج بنبضة أو خفقة صدرية واحدة وهو متفق مع إيقاع التنفس الطبيعي ومتّسق مع نظام كلّ لغة على حدة.
خاصيّة المقطع الصوتي في الأمازيغية:
لقد أشرنا فيما سبق أنّ البناء الصّوتي أساس مُشترَك بين كلّ اللغات والاختلاف بينها إنّما يكمن في كيفية تشكيل الوحدات الصّوتية الأوّليّة، فأشكال المقطع في كلّ لغة تتناسب وتتناسق مع نظامها.
فإذا كانت بعض اللّغات تعتمد الصّوائت كنوى لمقاطعها دون صوامتها، فإنّ البعض يقبل بالإضافة إلى الصوائت صوامتاً معيّنةً كنوى مقطعية وهي الصوامت الصّائتة (التي تقترب من الصوائت في صوتها) … وبدون مراعاة هذه الاختلافات والخصوصيات سيكون فهم بعض النُّظم الصّوتية (التّي لا تتلاءم مع النظرية التقليدية للمقطع) أمراً عسيرا وعصِيّا.
والأمازيغية (سنقتصر هنا على تاشلحيت المتداولة ب «سوس” إذ لا ندرس إلّا عروضها في هذا الكتاب، وإن كان بالإمكان تعميم ما سيأتي على غيرها من تعابير الأمازيغية) تدخل ضمن هذه اللغات التي لها خصوصيات على مستوى البنية اللسانية تتجاوز النظرة التقليدية للتقطيع الصّوتي، بل إنّها أظهرت خصائص نادرة جدّا دفعت اللسانيين إلى إعادة النظر في مسائل عديدة مرتبطة بالقطع الصّوتي، وأصبحت بذلك مشهورة لدى المهتمين بالمجال، وغالبا ما يُؤتى بها كمثال في مسائل خلافية بين أهل التخصّص.
والذي يسترعي انتباه العارفين ب”تاشلحيت” هو ما يُميِّزها عن غيرها من اللغات الأُخرى كالعربية والفرنسية مثلا، وهو إمكانية توارد جملة بأكملها متكوّنة من الصوامت وحدها دون إدراج أي صائت فيها ( tsrst-tnt-nn tflt-tnt-nn = وضعتهنّ هناك و تركتهنّ)[13]، وهذا الأمر يستحيل في اللغة العربية التي لا تقبل التقاء ساكنين مثلا، فهي لغة مبنية على الحركة. وهذه الميزة في “تاشلحيت” طرحت أسئلة مهمة حول كيفية تقطيع جملها وكيفية تمييز نوى المقاطع من حواشيها، وهل فعلا هذه المتتاليات من الصّوامت تخلو من الصوائت أو ما شابهها؟
تطرق فرونسوا ديل ومحمد المدلاوي إلى هذا الأمر أثناء دراستهما ل”تاشلحييت ن إمدلاون” فخرجا بخلاصة فريدة مفادها أن كل صامت في “تاشلحيت” وإن كان منغلقاً[14] occlusives بإمكانه أن يكون نواة مقطعية، ولم ترد هذه الخاصّية؛ بحسب رشيد رضوان[15]؛ إلا في “تاشلحيت” و في لغة كندية محلّية متداولة بجهة “بيلا كولا”، وهي من اللغات الهندوأمريكية تُسمى “نووالك” Nuxalk.
واشتهرت هذه الخاصية المميزة ل تاشلحيت عند اللسانيين أكثر عندما أعاد برانس وسمولنسكي دراستها وفق نظرية التفاضل [16] O.T (théorie de l’optimalité) التي وضعا أسُسها. ومن هذا كلّه يستنبط المدلاوي وديل الأنواع الممكنة من المقاطع الصّوتية في تاشلحيت، فبالإضافة إلى المقطعين المعروفين cv و cvc (حيث v صائت و c صامت)، تأتي المقاطع التالية c – cc – cc ثم ccc حيث c صامت يلعب دور النواة المقطعية.
ووضعا ثلاث ضوابط لتأطير تشكيل المقاطع الصوتية في “تاشلحيت” وهي:
أ) – كلّ صامت كيفما كانت طبيعته يمكن أن يكون نواة مقطعيّة.
ب) – لابدّ لكلّ مقطع من صدر إلّا إذا كان في ابتداء الكلام.
ج) – لا يوجد صدر مركّب في مقاطع تاشلحيت.
وقد يجد القارئ المهتم جملة من التجارب التي قام بها رشيد رضوان (الذي اعتمدنا أبحاثه في هذا العمل) والتي نشر نتائجها الداعمة لما سبق طرحه من طرف ديل والمدلاوي في المجلّة العلمية [17]BSL وفي أطروحته القيمة قبل ذلك والتي نُشِرت في المنصّة الإلكترونية HAL[18].
وسنكتفي منها هنا بذكر ما أورده في تفصيل الصدر المركب، فقد قارن بين كلمتي “gli” الأمازيغية و”glee” الإنجليزية واللّتان لهما نفس النطق وكذلك بين كلمتي “txwa” والكلمة الفرنسية “trois” المتقاربتان في النطق أيضا.
فالكلمتان، الإنجليزية والفرنسية، تُعتبران عند النّاطقيين باللغتين على التّوالي أُحاديَتي المقطع الصوتي بصدر مركّب gl في glee و tr في trois. بينما %94 من الناطقين بالأمازيغية المشاركين في تجربة رشيد رضوان اعتبروا الكلمتين “gli” و “txwa” ثنائيتي المقاطع g-li ثم tx-wa.
وإذا عدنا إلى ظاهرة توالي الصوامت دون الحاجة إلى صائت يحركها، واعتبارها قادرة على أن تكون نوى للمقاطع الصوتية، نجدها قد أُوِّلت من طرف بعض اللسانيين المتمسكين بنظرية المقطع الكلاسيكية، وذهبوا فيها عكس ما ذهب إليه ديل والمدلاوي ومن سار على نهجهما، فكان من أشد من عارض أطروحتهما “بيير أنڭوجار”، ثم “كولمان”، “نعيمة الوالي” و “جيلبير بيوخ” وغيرهم مِمن فسّروا هذه الظاهرة بضرورة تواجد عنصر صائت في النوى المقطعية، وهو الصائت المحايد “schwa” في حالة المتتاليات الصامتة هذه.
ارتبط إذن مصير المقطعية الصوتية في “تاشلحيت” بمآل الصائت المحايد ومكانتة في النظام الصّوتي لها، بين تأويل”كولمان” باعتبار هذه الصوامت التي تتبوّأ مكان النوى المقطعية مرَكَّبة من صائت محايد + صامت، وهذا الإندماج يجعلنا لا نحسّ بوجوده، ثم طرح “نعيمة الوالي” و “جيلبير بيوخ” من اعتبار دوره الصائت المحايد (schwa) المهم في تكوين النوى المقطعية، وما ذهب إليه “ديل”، “المدلاوي” و”رضوان” في اعتباره عنصرا انتقالياً لا غير، ولا يرون له أي دور مقطعي.
جاءت تجربة الوالي وبيوخ لإثبات وجود هذا الصائت المحايد في غياب صائت صريح معتمدين في ذلك على دراسة أكوستيكية، فخلصوا إلى ما ذكرناه من جود دائم لعنصر صائت في نوى المقاطع، سواء كان هذا الأخير صريحا أو محايدا.
“ on the basis of more general investigations we have observed that the vocoid is always present in the realization of a Tachlhit phonological word (i, u, a); if no full vowel is included then a schwa vocoid shows up. This also true for words composed of unvoiced obstruents, as in “tqssf”. R.Redouan P.282.
علق رشيد رضوان على هذه التجربة ونتائجها وبَيَّن مواطن القصور فيها، وأهمها أن ظروف تسجيل أصوات المشاركين لم تكن سليمة، فقد اعتمدا في تجربتهما على لائحة من الكلمات الأمازيغية (تاشلحيت) مكتوبة بالحروف العربية وطلبا من المشاركين قراءتها، فكأن تأثير اللغة العربية، التي لا تعرف توالي ساكنين قطـ، قد ظهر جليّا حسب رضوان، فكأن المشاركين قد أضافوا للسّواكن حركات وإن كانت طفيفة تحت تأثير الكتابة العربية.
فكانت بذلك تجربة رشيد رضوان أتم من غيرها إذ أنّه ملمّ باللغة قيد الدراسة، ومدرك لتنوّعاتها النطقية (اللكنات)، فاعتمد على مشاركين من منطقة أڭادير ومشاركين من الأطلس الصغير ثمّ آخرين من منطقة إحاحان مع مشاركته نفسه وهو من إحاحان أيضا.
وطلب من هؤلاء إعادة نطق كل كلمة من الأربع وعشرين المعتمدة ثلاث مرات (وهذه الكلمات مكونة من متتاليات من الصوامت)، ولم يعتمد الكتابة بل نطق الكلمات بنفسه بطريقة لا يبين بها مقصد التجربة ولا يؤثر بها عليهم. فجاءت النتائج كالتالي:
لم يتبين خلال تحليل نتائج مشاركي منطقة إحاحان والأطلس الصغير أي حضور لصائت كيفما كان في الكلمات كلّها، ونستثني مشاركيْن اثنين من الأطلس الصّغير نطقا بصائت كلمتين مختلفتين مرة واحدة من أصل ثلاث، أحدهما في كلمة tkfs والآخر في sfqqst، ولا نرى ذلك إلّا سهوا أو زلّة لا يُعتَدّ بها حيث أنها لم تتكرر في المحاولتين الأخريين لكل مشارك على حدة.
وأمّا المشاركان من منطقة أڭادير فنتائجهما متباينة، إذ أبدى أحدهم حضور صائت في أربع كلمات ثلاث مرّات ولم يأتي به في غيرهن، بينما نطق المشارك الثاني بالصائت في جل الكلمات (%97 من الكلمات المعتمدة في التجربة).
وهذا التبابين في الحقيقة لا يؤثر سلباً على أطروحة حيادية الصائت المحايد في التقطيع الصوتي في تشلحيت، لأنّه من خلال تحليل البيانات المتَحصَّل عليها في هذه التجربة العلمية يتبين أنّ الصّائت المنطوق عند المشاركين الذين أبدوا حضوره، إنّما يأتي في آخر الكلمات فلا يؤثر بذلك على مقطعيتها.
نخلص من هذا إلى أن النّظام الصّوتي في تشلحيت يقبل كلّ صوامتها كنوى لمقاطع كلماتها. وهذا الذي استثمره حسن جواد[19] في وضع الصيغ العروضية (تالالايت) للأمازيغية بناء على المقاطع الصوتية الستة التي ذكرناها من قبل وقد أضاف إليها مقطعا مركّباً لأغراض عروضية سنفصّل فيه في موضع الحديث عن “تالالايت”.
ونخلص أيضا إلى تحديد المقاطع الصوتية الأمازيغية وتصنيفها كما يلي:
المقاطع الخفيفة وتُسمَّى أيضاً المفتوحة:
وهي المقاطع المكونة من نواة مقطعية لا غير، أو تلك المكونة من صدر ونواة. ولا يأتي النوع الأول (النواة وحدها) كما ذكرنا إلّا في بداية الكلام. ونرمز لها ب V إذا كانت صائتا و C إذا كانت صامتا، بينما يأتي النوع الثاني (صدر + نواة) في كل المواضع، ونرمز لهذا الصنف ب CV إذا كانت النواة صريحة، أي كانت صائتا صريحا، بينما نرمز له ب CC إذا كانت النواة مُشكَّلة من صامت.
المقاطع الثقيلة أو المُغلقة:
في هذا الصنف نوعان أيضا، فالأول يشمل المقاطع المتكونة من نواة وذيل ولا صدر لها، وهذا النوع لا يأتي إلّا في بداية الكلام كالنوع الأوّل من المقاطع الخفيفة، ونكتب صيغها كما يلي VC و CC. وأمّا النّوع الثاني فيشمل المقاطع المتكونة من صدر ونواة وذيل، وصيغها: CVC وCCC.
ونوضّحها بالأمثلة التالية:
نوع المقطع | صيغته | التقطيع الصّوتي | الكلمة المثال |
المقاطع الخفيفة | V | a-ba-raz | Abaraz |
C | n-ga-ran | ngaran | |
CV | ti-gi-ra | Tigira | |
CC | ti-ɣr-si | tiɣrsi | |
المقاطع الثقيلة | VC | aw-sa-taɣ | awsataɣ |
CC | ns-gwn-tnt | nsgwntnt | |
CVC | -gar- | Gar | |
CCC | -srs- | Srs |
حيث: V صائت صريح وC صامت بمنزلة الصائت (يشكل النواة المقطعية)، ثم C صامت.
ولابد للمهتم بدراسة الشعر الأمازيغي ولمن يخوض غمار البحث في أسراره، من بعض الإلمام بهذه الخصائص اللسانية التي يرتكز عليها بناء العروض كما سيتبين للقارئ الكريم فيما سيأتي من محاور في هذا العمل. ولا بأس للشاعر الذي ضبط الإيقاع بالسليقة وصقل الموهبة بالدربة، أن يطّلع على هذه الخصائص ونتائج استثمارها في دراسة العروض فتكون له عدّة وحجة.
إحالات ………………………………………………………………………………………..
[1] “سر صناعة الإعراب” دراسة وتحقيق د.حسين الهنداوي، ص6.
[2] نفس المرجع السابق، ص13-14.
[3] يقول عبد السلام المسدي في “التفكير اللساني في الحضارة العربية” ص 256: ” وقد فسر الخفاجي (ويقصد ابن سنان الخفاجي في كتابه ‘سر الفصاحة’ ص 15) سبب تسمية العرب لأجزاء الكلام حروفا بأن الحرف – لمّا كان في اللغة حدّ الشيء وحدّته – فإن أجزاء الكلام سمّيت به لأنها ” حدّ منقطع الصوت””.
[4] كتاب الموسبقى الكبير، الفارابي، ص 1075-1076.
[5] المسدي، التفكير اللساني في الحضارة العربية، ص262.
[6] جوزيف فندريس، اللغة، ترجمة عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص، ص62.
[7] برتيل مالمبرج، علم الأصوات، ترجمة عبد الصبور شاهين، ص133.
[8] ج.فندريس، اللغة، ص85.
[9] برتيل مالمبرج، علم الأصوات، ص155.
ويضيف أنه رغم صعوبة تحديد المقطع من خلال الرسومات والمنحنيات، فإنه من الخطأ أن نستنتج من ذلك عدم وجود المقطع.
[10] عبد الرحمان أيوب، أصوات اللغة، ص139. يقول: ” ويمكن كما سبق، تقسيم الكلام إلى مقاطع بمجرد السماع. ولكن ليس من الممكن على وجه التحديد تعيين النقطة التي ينتهي عندها مقطع ليبدأ بعدها المقطع الذي يليه…”
[11] برتيل مالمبرج، علم الأصوات، ص164.
[12] ج. كانتينيو، دروس في علم الأصوات العربية، ترجمة صالح القرمادي، ص91.
[13] Rachid Ridouane, la syllabation en TACHLHIT : une cause célèbre en phonologie et en phonétique. « Bulletin de la société linguistique de Paris, p301. « Une de ces caractéristiques, probablement la plus connue, est l’extrême souplesse que cette langue offre pour former de longues séquences consonantiques ».
[14] Rachid Ridouane, Suite de consonnes en Bebère : phonétique et phonologie, p262
DELL & ELMEDLAOUI, Poetic Meter and Musical Form in Tashlhiyt Berber Songs, p55 : « a remarkable property of TB (Tashlhiyt Berber) is that any segment can be a nucleus ».
Rachid Ridouane, la syllabation en TACHLHIT : une cause célèbre en phonologie et en phonétique. « Bulletin de la société linguistique de Paris, p304.[15]
[16] نفس المرجع السابق.
[17] Bulletin de la société de linguistique de Paris (2017)
[18] Rachid Ridouane, Suite de consonnes en Bebère : phonétique et phonologie. Université de Sorbonne nouvelle – Paris 3, 2003.
Poésié berbère – Rythme, nombre et sens, 1995.[19] Hassan Jouad, Le calcul inconscient de l’improvisation
لا تعليق