من نوافل القول أن أسماء كبيرة في عالم ترويسا ساهمت في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والفني الامازيغي ، وكان لتمرسها الاثر البالغ في الرقي بهذا النمط الفني ، وكان طبيعيا أن تصنف هذه الاسماء في عداد جيل الرواد ، في عهد التسجيل .

وحديث هذه المقالة سيكون على أحد هؤلاء الذين أبلو البلاء الحسن في هذا المضمار .

إنه الرايس المرحوم سعيد بيزران المشهور فنيا بسعيد اشتوك . ولد هذا الهرم سنة 1925 بقبيلة اذا ؤبوزيا -جماعة سيدي بوسحاب.

بدأ المرحوم أشتوك مساره الفني منذ خمسينيات القرن الماضي واستطاع ان يفرض نفسه كعلم من أعلام ترويسا منذ الستينيات وسط كوكبة من نجوم هذا اللون الفني الامازيغي المغربي الاصيل ( البنسير ، امنتاك ، واهروش ،بن ادريس….) ، .

وخلف سعيد اشتوك إرثا فنيا كبيرا غطى جل الاغراص الشعرية المعروفة ، الا ان نجمه بزغ لامعا في الأغنية العاطفية الغزلية واستحق لقب ملك الأغنية العاطفية بأبعادها الجمالية بعيدا عن الاسفاف المسموخ ..

وللاسف فالراحل اشتوك وكعادة كبار ترويسا باشتوكن (انشاد، جانتي ، بهتي …) لم يقم بتسجيل انتاجاته الفنية الغزيرة التي تضاهي الزمان ولاتزال تردد على الالسنة الى اليوم لصدق المعاني وقوة التعبير بعيدا عن الاسفاف والانحطاط مما جعل انتاجاته مبثوتة في اشرطة الاخرين تارة باسمه(قام الفنان اماست مشكورا باعادة تسجيل جملة من اغانيه ) وتارات اخرى بالسرقة والسطو ..

المرحوم سعيد أسس مدرسة قائمة الذات تخرجت منها أسماء عديدة كالفنانة رقية تلبنسيرت ، احماد اماست، الحسين اتبير … ويعد من الاوائل الذين استقروا بفرقهم الموسيقية بالدشيرة الى جانب جامع الحامدي ،مولاي ابراهيم امسگين …

واعتقد ان المنافسة بينه وبين محمد البنسير أتت اكلها وافادت الاغنية الامازيغية كثيرا اذ من نتائجها روائع فنية من هنا وهناك ستبقى خالدة. وتجدرالاشارة إلى انه تم تخليد اسم المرحوم بمدينة بيوكرى حاضرة اشتوكن من خلال اطلاق اسمهعلى مركب ثقافي ،كما اسس جمعويون مؤسسة تعنى بارثه الفني الزاخر ونطمح كثيرا في ان تلعب هذه المؤسسة ادوارا طلائعية خدمة للفن والثقافة وصيانة الهوية الامازيغية من ابواب ترويسا التي أجاد فيها المرحوم وكرس حياته لتطويرها والحفاظ على اصولها .

رحم الله الرايس والفنان الكبير سعيد اشتوك الذي رحل عنا في السابع من شهر شتنبر 1989.