لهضرت ن تمغارين والمقاومة: أيت صواب نموذجا.
إضافة إلى أجماك، ءيسمگان، وفن تيرويسا، نساء أيت صواب كغيرها من مناطق المغرب الغني ثقافيا وفنيا، تمارسن فن الغناء الجماعي في ما يسمى محليا بالهضرت ن تمغارين ، أو تحواشت ن تمغارين، وهنا تمغارت ( المرأة) لا تعني بالضرورة المرأة وحدها بل يشمل المصطلح حتى الفتيات.
هذا النمط الغنائي الجماعي، الذي يدخل ضمن فنون الممارسة الجماعية، يخص النساء فقط، ويمارس في المناسبات العائلية كالاعراس، السيباع، والاعياد الدينية والوطنية بالدرجة الأولى ، وفي المناسبات الجماعية، والخاصة ، بشكل تطوعي وتضامني ، قبل أن أن تظهر تجربة محاولة الإحتراف من طرف فرقة تارگانتوشكا للنساء منذ 2018 م تقريباً.
وعودة إلى تاريخ المنطقة ، كان لفن الهضرت ن تمغارين بأيت صواب، حضور قوي في فترة الإستعمار ، وفي مقاومة المستعمر بالأشعار ، بطلتهن نساء وفتيات اخترن أسايس للمقاومة ، والرد على المستعمر الفرنسي بهذه المناطق.
ورغم أن الهضرت ن تمغارين تقام في مكان عمومي في الغالب، في ظل غياب الحراسة والأمن ، وأمام أعين الإقامة الفرنسية وعملائها إلا أن التاريخ الحافل ، والذي لم يكتشف بعد بشكل كبير ، كان يروي قصص كثيرة وشيقة ومثيرة وعميقة المعنى.
كانت الأشعار في مستوى الرصاص أو أكثر ، تستهدف المستعمر، وعملاءه، وتحفز المقاومين على الصمود ومواصلة الكفاح.
لقد كانت المرأة الصوابية مقاومة بالكلمة والاشعار القوية في مناسبات عديدة.
ولنا أن نستدل بحفل الهضرت بأنرار أگلميم موسم إدرنان سنة 1935 م أي خمسة سنوات على دخول الإستعمار الفرنسي إلى أيت صواب ، وما رددته تلك الشامخات أمام الجمهور الغفير ، ومنه:
أداحد ءيغيت ربي ليور ءيطارن
أدان ءيرگازن ويداح ءيلا السعر
ءيني سول إلا سيعر ح أوقبيل ءينو
أدنكرن س أفلا ضين ءيرومين
إنها صرخة قوية من نساء يحسن المقاومة عبر الشعر ، وفي مناسبات كان يحضرها حتى المقيم الفرنسي.
إنها نوع المقاومة، ترك لنا إرث شعري كثير، وقوي المعنى، يجب الإشتغال عليه بالجمع والتدوين والدراسة، لإنه جزء من المقاومة النسائية ضد الاستعمار ، ومساهمة فكرية ونضالية في أعز الأزمة من أجل التعبير عن رفض الإستعمار والرغبة في الاستقلال والحرية.
الأستاذ الحسن بنضاوش
لا تعليق