بين الإبداع والإبتداع…
هرعت في الآونة الأخيرة جحافل من الشباب الأمازيغي الناشىء إلى تسويد أوراق وتغليفها بأغلفة مزركشة وعنونتها بعناوين براقة….سموها ( دواوين شعرية).
صحف رصت فيها الكلمات رصا هجينا تتنافر معه الحروف بله الدلالات والمعاني…
هي بدعة ابتدعها ويتحمل وزرها ووزر من عمل بها، ثلة من رواد الحركة الثقافية الأمازيغية الذين دفعتهم الحمية إلى تأليف كتيبات تضمنت محاولات بدائية لنظم الشعر الأمازيغي …محاولات تعوزها المعرفة الكافية لقواعد العروض وتعوزها قبل ذلك اللغة الشعرية الخالية من الركاكة ..وتعوزها المقومات الجمالية التي تضفي على الكلام مسحة الشعر.
ومع مرور الوقت استقطبت هذه ” الحركة الأدبية” اتباعا تجمع بينهم خاصية واحدة وهي الافتقار إلى العدة الكافية لخوض غمار التجربة الشعرية من لغة شعرية ومن قواعد عروضية ومن معجم أسلوبي تبنى عليه شاعرية الشاعر .
وما لبث انصار هذه التجربة- البدعة ان ادعوا الثورة على قواعد الشعر القديمة وتجديد القصيدة الأمازيغية …ويا للعجب!!!
اعجوبة من اعاجيب الزمان : ان يثور الإنسان على قواعد لم يستوعبها ولم يتعرف عليها ….أن يتحرر من قيود لم يتقيد بها اصلا….ان يجدد شيئا لم يتعرف عليه…
أما المسكوت عنه في هذه المسرحية التراجيدية التي ذبح فيها الشعر الأمازيغي في مقتل…فهو أن أدعياء التجديد اضطروا إلى الكتابة بشكل مغاير للمألوف اضطرارا ولم يختاروا ذلك اختيارا .
هي في الحقيقة تجارب وليست تجربة لأنه لا توجد قواسم مشتركة تجمع بين كتاب هذا النمط من شبه الكلام ولا توجد معالم واضحة تدل على اننا امام مدرسة شعرية او تيار أدبي جديد . وبتعبير اكثر جرأة هي تطفل على فن أصيل محدد القواعد واضح المعالم والخصائص .إنه الشعر الأمازيغي الذي ظلمه بعض من يدعون الدفاع عن التراث إشباعا لغرورهم وتلميعا لصورهم وتخليدا لأمجاد مزيفة ورموز من القش لا تستحق أن تمثل إلا نفسها في مجال الشعر.
عبد الرحمان واد الرحمة.
لا تعليق