مبارك امكرود ..زعيم المحاورة الغنائية بأسلوب مسرحي ..
استطاع الفنان الرايس مبارك امكرود ان يفرض نفسه في لون غنائي خاص بترويسا ، لون أبدع فيه من قبله الفنان المعتزل محمد بلفقيه والفنانة فاطمة تبعمرانت ، هذه الاخيرة تعد منتوجا خالصا لمدرسة بلفقيه اذ معه تعلمت أصول المهنة وصقلت موهبتها بعد تجربة قصيرة مع المرحوم جامع الحامدي ،ولست أدري لماذا تتجاهل فنانتنا الحديث عن هذه الفترة بالذات من مسارها الفني ،فلم يسبق ان قرأت ولا سمعت أنها سلطت الضوء على هذه المرحلة .
فالرايس محمد بلفقيه بصم مرحلة الثمانينيات بانتاجات غاية في الجمال الفني وخصوصا في نمط “تنضامت” بأسلوب فكاهي يجمع بين الكلمة الشعرية والتعاليق.
وتجدرالاشارة الى أن أول من فتح باب “تنضامت” بهذا الشكل هو الفنان المعتزل أحماد البنسير ولكنه لم يواصل المشوار في هذا الباب بل اكتفي في فتح ابوابه ليأتي دور بلفقيه ومن بعده امكرود .
وبالرجوع إلى الفنان مبارك أمكرود ،الفقيه والامام الذي جاء الى ميدان الفني من باب الصدفة ليجد نفسه في عالم ترويسا ، فقد بدأ مشواره الفني في بداية سبعينبات القرن الماضي في فن الحلقة بسوس ليسافر رفقة قيدوم ترويسا المرحوم عبدالله بن ادريس المزوضي إلى البيضاء وهناك سيبني اسمه الفني ليعود الى اكادير مؤسسا فرقته بالدشيرة في اواسط الثمانينيات .
الفنان مبارك سيبرز اسمه خلال عمل فني مع المرحومة زوجته فاطمة تلجوهرت ، وهو عمل سيكون لاحقا بابا للابداع في الشكل بعينه الى الآن.
لقد اتخذ مبارك نمط المحاورة الغنائية بأسلوب هزلي هادف يجمع بين الكلمة والتعاليق ،فحقق بذلك شهرة واسعة والتصق اسمه بذاك النمط الذي أبدع فيه بعد وفاة تلجوهرت مع الفنانة الغائبة عن الساحة الفنية بعد وباء كورونا الرايسة حبيبة تبعمرانت. ومؤخرا سجل عملا فنيا مع الفنانة خديجة تغازوت .
ومم زاد هذا اللون جمالا وانفتاحا على جمهور واسع هو التسجيل المرئي (صوت وصورة )، والمتابع لشركة إنتاج اعمال مبارك امكرود سيلاحظ حجم المتابعة لأعماله .
اما عن المواضيع المتناولة في هذا النمط من تنضامت فجلها يدور في فلك المجال الاجتماعي من قضايا المراة والاسرة والمجتمع .
.بقلم : الاستاذ محمد ايت بن علي
لا تعليق