أشتوكن: مجال الفنون بكل أنواعها.
هذه البقعة المباركة، بسوس العالمة، والتي تجمع بين السهل والجبل، والتي أحدث فيها إقليم ترابي سنة 1993 م، سجلت كغيرها من بقاع سوس العالمة والصامدة حضورها في التاريخ وبناء أسس هذا الوطن منذ قرون مضت.
وبعيدا عن المساهمة النضالية والنفسية من أجل الوطن، في أصعب المحطات، وعن مكانة أبناء الإقليم منذ عقود في المنظومة المالية للدولة، وفي مجال الاستثمار وخلق الفرص، وما يوفره اليوم هذا الإقليم من نسبة كبيرة في الأمن الغذائي للمغاربة وبلدان افريقيا وأوروبا.
هذا الإقليم ساحة الإبداع الفني والجمالي، ومسقط رأس أكابر الفنون الجماعية، وفنون الغناء بمختلف أنواعها وأجناسها.
وقليل ما تجد إقليم في وطننا الحبيب، يحتوي كل الفنون الجميلة، وينتج في كل الاصناف في توافق، وتكامل، دون أن يكون ذلك سببا في الاصطدام أو التفرقة ، بل كان دائما قوة ثقافية وفكرية، يعكس بالأساس اختلاف مكونات هذا الإقليم من حيث الأصول والروافد ، وغناء ثقافي وفني وفكري لسوس العالمة.
في إقليم اشتوكن تجد في كل قبيلة مدرسة عتيقة، أو زاويا ، وفي نفس المكان تجد فنانا، وفرقة أحواش، أو غيرها من الفنون الجميلة.
وفي بحث متواضع وبسيط، وأنت تلج هذه البقعة المباركة يستوقفك فن أجماك الأصيل والغني عن كل تعريف، والذي كان وما يزال شعار الإقليم ، ومنبره الإعلامي والتواصلي منذ عقود، حضر بقوة في حياة ساكنة الإقليم في الحفلات والمناسبات ، قبل أن يكون أداة للمقاومة ضد الإستعمار الفرنسي، واليوم يعد من الفنون الجماعية الغنية، والذي يؤطر اليوم في إطار جمعيات مهتمة ومتخصصة، في إنتظار ميلاد معهد فني لهذا الفن الجماعي الأصيل.
ومن منا لا يسمع عن بوبكر أنشاد، وكيف قاوم الإستعمار دون ان يترك اثرا مسجلا ، والرايس سعيد أشتوك الذي غنا للحب وفي العزل باستعارة، ومجاز، قل نظيرها في فن تيرويسا، بل اعتلى عرش هذا النوع من الغناء بشهادة الجميع، إنهم نماذج فقط من فناني إقليم اشتوكن في فن أجماك المعروف في كل بقاع وانحاء هذا الإقليم.
وفي اشتوكن تجد فن ءيسمگان، بمميزات خاصة تختلف عن بقية الأقاليم والجهات، تجعله في صف الفنون الجماعية الجميلة والأصلية بهذا الإقليم ، ينظم له مهرجان ببيوگرى، وتقام له مواعد سنوية من أبناء وبنات ءيسمگان الإقليم، ويحضى بإهتمام وتقدير كل مكونات المجتمع الهشتوكي.
وفي هذه البقعة المباركة تجد، فن ءيصوابن، ءيهياضن، الرمى، وهي فنون جماعية ينفرد بها الإقليم ، ومن إبداعه الإنساني والكوني، يعبر فيها عن شخصياته، وثقافته، وردود أفعال في مناسبة ومحطات تاريخية سابقة.
إنه إقليم اشتوكن الذي جمع منذ قرون بين التصوف والإسلام السوسي، وإنتاج وممارسة الفنون الجماعية التي تؤكد وحدة الكلمة، وإرادة مشتركة، وحب الوطن ، والسعي إلى التفاتة من الجهات المعنية للمحافظة وتثمين هذا التراث الشعبي الغني .
الحسن بنضاوش//
لا تعليق