شعراء فن أجماك، لماذا الممارسة هواية وليس إحتراف ؟
من العناصر الأساسية والمهمة في فن أجماك، حضور الشعراء، ويلزم لأي حفل فني لأجماك حضور على الأقل شاعرين، يتحاوران في مواضيع مختلفة، في احترام تام للمقدسات والاعراض ، وحرمة المكان، وخصوصيات مجال الحفل.
وهذا يتطلب من شاعر أجماك أن يكون عارفا للقبائل، وخصوصية كل منطقة، وعادتها، وكيف يدبر الحوار والمحاورة مع شاعر أخر أمام الجمهور المتدوق والحساس، من أجل كسب محبته وإحترامه، وبالتالي تسلق درجات الإحتراف والمهنية في فن أجماك.
والمتطلع إلى فن أجماك بالمجال الجغرافي المعروف بهذا الفن، أشتوكن، إداوگنيظيف، تيزنيت ، يجد أن هذا الفن إلى اليوم يمارس بالهواية فقط في قالب إحترافي محض.
فلماذا بقي شعراء أجماك يمارسون الشعر هواية وليس إحترافا ؟
وقبل الإجابة على هذا السؤال، يمكن الوقوف على معلومة أساسية مفادها أن كل شعراء أجماك بدون إستثناء منذ القدم، لهم حرف ومهن أخرى ، وفي الغالب بسيطة جداً ( فلاحة، رعي، كساب، جزار بالسوق الأسبوعي ، إلخ….) ، يمارسونها بشكل يومي من أجل لقمة العيش ومواجهة الحياة.
وعند دعوتهم إلى حفل فني لأجماك، يحضرون ببساطتهم، وإخلاصهم إلى الحفل من أجل إمتاع الجمهور ، وقضاء أوقات لترفيه عن النفس، ومحاربة اليأس وضغوطات الحياة ومشاكلها، وعادة ما يتم تحويل الأحاسيس والآهات إلى محاورات شعرية تشفي الشاعر والمتلقي في ان واحد.
ولن تجد في مجال فن أجماك إلى الآن شاعر أو أكثر من يتفرغ إلى الشعر والمحاورات الشعرية، وإتخادها مهنة للعيش وتوفير لقمة الخبز.
وربما يعاب في صفوف الشعراء وممارسي فن أجماك أن يكون بينهم من لا عمل له ولا مهنة، وينتظر حفلات فنية لكسب العيش وبناء الأسرة ومواجهة الحياة.
وذلك لأسباب نوردها في:
_ إجماع كل الشعراء وممارسي فن أجماك أن هذا الفن وغيره ليس دائم، وموسمي بإمتياز، وبالتالي الإعتماد عليه لن يوفر أبسط شروط العيش.
_ إعتبار الناس وعموم الجمهور أن الفن فقط لزمن الثالث ولأوقات الفراغ والراحة، وبالتالي ليس من الأولويات حتى في السياسات العمومية.
_ فشل وانهزام أمام الحياة كل المحاولات الرامية إلى احتراف فن أجماك شعر وممارسة.
_ إجماع كل الشعراء وممارسي فن أجماك أنه للإستئناس والفرجة والترويح عن النفس، والتعبير بالإبداع على الأحاسيس والمشاعر وهموم الأفراد والجماعات، وليس لكسب العيش ومواجهة الحياة.
وعكس ما نراه في الفنون الأخرى بالمناطق الأخرى بالمملكة حيث نجد الشعراء يمارسون مهنة الشعر في الحفلات والمناسبات دون غيرها من المهن.
الحسن بنضاوش.
لا تعليق