روايس أشتوكن وإشكالية تسجيل الأغاني.
فضل رواد تيرويسا من أبناء أشتوكن من الجيل الأول والثاني الحفلات الفنية والموسيقية العامة والخاصة من أجل الإبداع الفني على المستوى المحلي والوطني والدولي، أهمهم رائد فن الغزل والحب الفنان والشاعر صاحب الرباب المتميز الرايس سعيد أشتوك الذي غنى في المسارح الكبرى، والقاعات وفي ضيافة كبار القوم في عصره، بأغاني خالدة ورائعة جمعت بين الإبداع والصورة والمجاز والبلاغة، والألحان العذبة ، وطنيا ودوليا ، دون أن يتجاوز ذلك إلى ولوج الستدويو وتسجيل الأغاني ، بل كان يشترط عدم تسجيله في الحفلات الخاصة والعامة.
والمقربين منه، وممن سألوه عن العزوف عن التسجيل، والاكتفاء بالسهرات الحية ، ومخاطبة الجمهور بشكل مباشر ، مع إحترام تام لكل طقوس تيرويسا في الغناء والعزف والكلمة، واللباس الموحد، أن ما في الأمر تأثر الرايس سعيد أشتوك بالإرث العائلي على إعتبار أنه من العائلة البوشواريين، وأنه يشكل إستثناء في العائلة وبالتالي عليه أن يحترم إرث العائلة الديني، رغم بزوغ موهبة الغناء، وذلك ما حصل طيلة حياته الفنية الحافلة، والتي ترك وراءها إرث فني، رغم ضياع الكثير منه ، إثر موقف عدم التسجيل الرسمي أو السمح للتسجيل أثناء الحفلات الفنية.
ونفس الموقف يجسده، المقاوم بوبكر أنشاد ، الذي إختار فضاء الحلقت بالأماكن العمومية بالأسواق الكبرى حيث كان يحارب المستعمر وأتباعه بالكلمة الموزنة والدالة والمعبرة، دون أن يترك لنا من الإرث الفني ما يغني الخزانة الفنية الوطنية الأمازيغية، ولا يعدو أن يكون السبب نتيجة تمثلات للفن الدينية التي تجعل الفنان رغم إيمانه بالموهبة والفن إلا أنه لن يتمكن من التخلص من إعتبار الفن يدخل ضمن المحرمات والغير المرغوب فيها، وأن النهاية يجب التخلص منه، وبالتالي التوبة إلى الله والعودة إلى الصواب.
إنه المجال أشتوكن الذي تسيطر عليه المدارس العتيقة والزوايا والتصوف السني، وإن كانت تسمح للفن والعادات والتقاليد، ولا تحرمها بشكل مباشر إلا أن رواد تيرويسا يحاولون المزج بين الفن والتصوف الديني والانتماء للمجال الديني السوسي عبر ممارسة الفن في إساراگن، وإبراز الموهبة، وفي نفس الوقت عدم الدخول إلى الإحتراف الفني الذي يخافون من إصطدامه بالديني في مجال لا يسمح بذلك .
الحسن بنضاوش//
لا تعليق