سلسلة أعلام فنية خالدة (05)
أحماد امنتاك ..رائد المطولات
لايمكن الخوض في موضوع ترويسا دون ذكر اسم نال شهرة واسعة وسجل حضورا قويا دام لقرابة ستة عقود ونيف هومن العطاء الفني ، هذا العلم الذي تحتفي به هذه المقالة هو الرايس الحاج حماد الذي بزغ نجمه منذ خمسينيات القرن الماضي .
وفي حديث مع قيدوم ترويسا لحسن الفطواكي اكد لي ان شهرة امنتاك في ذاك العقد جعل العديد من الروايس يبحثون عن فرص للاشتغال معه، كما أن البنسير صرح بانه تعلم العزف على الرباب من امنتاك ، وله اغنية يسرد فيه بداياته حيث يغني اغاني للحاج بلعيد وامنتاك …دللالة على شهرة الحاج حماد امنتاك .
ولد أحمد أمنتاك حوالي 1927 في قرية “منتاكا “قرب مدينة تارودانت. وكعادة العديد ـممن انتسبوا الى حقل ترويسا ـ أخد اسمه الفني أمنتاك كناية عن قبيلته منتاكة باقليم تارودانت .
استهواه فن الغناء فترك قريته وودع الكتاب القرآني ونزح متجولا بين الدواوير مرددا لأغاني كبار ترويسا، ولما تمكن من العزف ،وبعد ان سمح له والده الذي دعا له بالتوفيق والسدد ، ولج المهنة من ابوابها الواسعة ، فكانت تلك اولى الخطوات في حياة فنية باذخة تميزت بعطاء سخي دامت كما أشرت اعلاه طويلا وأنتجت روائع ستبقى خالدة في تاريخ الفن الامازيغي الاصيل .
والمتتبع لأغاني أمنتاك سيلاحظ أنه تميز بنظم مطولات غنائية يؤديها بطريقته الخاصة المطبوعة بالسرعة مع اختيار ألحان تستهوي الاذن وتجعل المتلقي صاغيا دون شعور بملل ، زد على ذلك اختياره لمواضيع بابعاد عاطفية واجتماعية مع الحضور الديني ، فتغدو القصائد خليطا من هذا وذاك ولكن باحترافية كبيرة طبعا .
وحماد امنتاك كغيره من رواد ترويسا خريج مدرسة الحلقة والتجوال الفني في ربوع الوطن فتعلم ممن سبقوه ،وخصوصا ملازمته للرايس الحسين جانتي ،وبدوره سيصبح مدرسة تخرج منها العديد من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية . وعلمت من العديد الذين اشتغلوا معه أنه صارم ولايستاهل في كل الأمور والضوابط التي تخص المهنة كالزي الموحد والأداء بالطريقة الأصيلة التي أسست عليها مدرسة ترويسا .
الرايس حماد امنتاك سيرحل عن الدنيا يوم24 نونبر 2015 بعد عطاء زاخر مخلفا العديد من الكنوز الفنية منها ما أعيد تسجيله ومنه ما يردد في السهرات والمناسبات الى يومنا هذا دلالة على أصالته واستاذيته في مضمار ترويسا .
–ذ.محمد ايت بن علي–
لا تعليق