الحسن بلمودن..أسطورة الرباب الامازيغي

ينحدر الفنان المرحوم لحسن الانصاري والمشهور فنيا باسم بالموذن من قبيلة منتاݣة التابعة إداريا الى اقليم تارودانت حيث ولد هناك في بداية خمسينيات القرن الماضي ،وقضى جزءا من شبابه بامتوݣة عند أخواله ، وهناك بدأ أبجدية العزف على رفيقة دربه (الرباب) والناي ، وبعدها انتقل لاستكمال الخبرة وصقل التجربة عن طريق الاسفار وملازمة الروايس الى أن أصبح واحدا من مشاهير العزف على آلة الرباب. ولقد حباه الله بموهبة جعلت أصابعة تنطق الرباب وتطوع الألحان ، فتنفس الرجل الموسيقى في أعلى مراتب الجمال الابداعي بعيدا عن التصنع والعشوائية. وستشهد له الاعمال الكبيرة المنجزة بعلو كعبه في مجال العزف والتلحين. وعلى الرغم من أنه يملك قدرات صوتية مقبولة إلا أنه فضل خدمة الأغنية من زاوية التحلين والعزف لأن إيمانه بالتخصص وعشقه الأبدي مخاطبة المتلقي بالأنامل وقوس الرباب قد أنسياه أن يجمع بين الأداء والعزف . وهكذا إذن يلج المروحوم بالموذن فن ترويسا من بوابة العزف على الرباب وبزغت موهبته مبكرا ، واعترف له كبار من يعزف الرباب بالريادة ،فيكفي ان نعلم أن أشهر العازفين أمثال المرحوم عبدالله بن ادريس ومحمد امبارك بونصير يتنازلان عن عزف الرباب في حضرة هذا الشاب في استديوهات التسجيل إيمانا منهما بقدوم نابغة في العزف وفعلا صدقا في حدسهما واستمر الرجل لنصف قرن من الأبداع ساير فيها مسار الأغنية في مجال ترويسا في كل ألوانها مع أجيال فنية منذ بداية السبعينيات الى ان وافاه الأجل المحتوم. ومن مميزات هذا العلم الفني الكبير التي طبعت حياته الفنية حسب شهادات العديد ممن اشتغلوا وتعاملوا معه نقف على :

* بساطتة الرجل وتواضعه واستعداده الدائم العطاء حبا في مهنته .

*احترامه لمواعيد العمل بشهادة كل من تعامل معه؛

*حبه لعمله جعله دائما يضع جنبه مستلزمات ربابه تحسبا لاي عطب أو نقص في ؛

* تعامله وفق خصوصيات كل فنان دون تعال او ازدراء فتراه يقدم النصح لهذا الشاب وذاك ؛

*تسلحه بالصبر خلال العمل؛

* احترافية الرجل تكمن كذلك في كونه لا يحقد على أحد فقد لاحظنا أن العديد من الذين وصلوا بعزفه الى قمة ترويسا خلال عملية التسجيل لا يرافقونه في المهرجانات لسبب سيظل مجهولا وغير مبرر مطلقا .

الفنان بالموذن سيظل علامة فارقة في تاريخ ترويسا ورمزا أسطوريا كلما تحدثنا عن الرباب ،فقد سجل حضورا قويا على مدار نصف قرن رافق فيه أجيالا من الروايس في زمن تنوعت فيه الأذواق فساير بكل اجتهاد وصبر ، وظل بقيمة العازف المبدع الكبير إلى ترجل عن صهوة الحياة الفانية.

بقلم :محمد ايت بن علي

أيت بن عليAuthor posts

Avatar for أيت بن علي

من مواليد 1968 بدوار الفݣارة -اݣدز اقليم زاكورة؛ -حاصل على الاجازة من جامعة ابن زهر شعبة الادب العربي؛ -متصرف تربوي،يشغل مهام الحراسة العامة باولاد تايمة ؛ -باحث في التراث الثقافي والفني الامازيغي ، ومهتم خصوصا بفن ترويسا ؛ نشر مقالات في مواقع وصحف الكترونية وورقية ؛ له مشاركات في ندوات علمية محليا وجهويا ؛

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *