المبدع الأمازيغي في المغرب

أن تكون مبدعا في العالم الثالث، أن تكون مهمشا، وخارج النسق، وأن تكون مبدعا في زمن الرقمنة في عالم مازال ينشد النمو والتقدم، هو أن تعيش الصعوبات وتقاوم الموت الإنساني والكوني .

وكيف، انت مبدع باللغة الامازيغية التي تعاني التهميش والاقصاء في مناحي الحياة، وليس لها ضمن اللغات الأخرى مكانة في السياسات العمومية الأدبية والثقافية أن تحس بالوجود الادبي والابداعي بمختلف أنواعه وأصنافه .

انها المغامرة في محيط الابداع، أن تختار اللغة الامازيغية لتبدع بها، وتعبر بها عن أفكارك وطموحاتك، وتعمل بها في مجال الابداع الادبي زالشعري والنثري لأنها قبل كل شي تعيش التهميش والاقصاء وغياب الإرادة في الانصاف ورد الاعتبار .

لكنها متعة وما بعدها متعة، وسفر طويل في رحلة شاقة، تكتشف من خلالها اللغة الحية، الجميلة، الجامعة، التي تتشكل من مفردات قوية الدلالة، الضاربة في العمق التاريخي والهوياتي، من حضارة عريقة تؤصل لهذه الأرض المباركة .

هذا الاكتشاف لا يعرفه الا من اختار الابداع، والكتابة باللغة الامازيغية، وسخر حياته الإبداعية لهذه الثقافة العريقة، وتحدى كل الصعاب ليساهم في غناء وتطور هذه اللغة رغم المقاومة وغياب فرص النشر والدعم والتعريف بالاصدارات الامازيغية .

انها مهمة المناضلين الشرفاء الذين اختاروا القلم، ومن خلال الكتابة الإبداعية في محتلف الأصناف الأدبية من أجل المساهمة في الحقل الإبداعي والثقافي الامازيغي، واثبات غناء ومكانة هذه اللغة، وعمق الحضارة الامازيغية .

وفي انتظار أن تشرق سمش الانصاف والاعتراف الحقيقي بالحضارة واللغة الامازيغية بالأساس، يواصل الشرفاء من أصحاب الأقلام المواطنة والحرة والمستقلة، رحلات الابداع والكتابة باللغة الامازيغية ومن أجلها، وكلهم أمل أن تكون ابداعتهم في يوم من الأيام محطة دراسة واهتمام جيل يعيش في رفاه أدبي وحضاري أمازيغي بالمغرب وعموم شمال افريقيا . 

الحسن بنضّاوش